1. الصفحة الرئيسية
  2. سياسة
  3. السياسة الفيدرالية

طردُ بواليافر من مجلس العموم بعد وصفه ترودو بالـ’’مخبول‘‘

زعيم المحافظين بيار بواليافر متحدثاً اليوم خلال فترة الأسئلة في مجلس العموم قبل أن يطرده رئيس المجلس منه.

زعيم المحافظين بيار بواليافر متحدثاً اليوم خلال فترة الأسئلة في مجلس العموم قبل أن يطرده رئيس المجلس منه.

الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

RCI

انتهت اليوم مشادة كلامية حادة بين رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو وزعيم حزب المحافظين بيار بواليافر بطرد زعيم المعارضة الرسمية وأحد نوابه من مجلس العموم وخروج بقية نواب كتلته من المجلس احتجاجاً على ذلك.

وشهدت هذه الأحداث المتوترة على غير العادة إبلاغ رئيس المجلس غريغ فيرغوس كلّاً من ترودو وبواليافر بوجوب إعادة صياغة تعليقاتهما لتجنّب توجيه اتهامات مباشرة بشأن شخصية كل منهما.

وجاء هذا التحذير بعد أن قال بواليافر عن ترودو إنه ’’الرجل الذي قضى النصف الأول من حياته البالغة كمُمارس للعنصرية‘‘، في إشارة إلى صور للزعيم الليبرالي انتشرت خلال الحملة الإنتخابية العامة لعام 2019 وظهر فيها كرجل أسود البشرة (Blackface)، وهي صور كانت آنذاك ترقى لعقديْن أو أكثر من الزمن واعتذر عنها ترودو عند انتشارها.

وحذّر فيرغوس ترودو بعد أن قال إنّ بواليافر ’’يُظهر لنا بالضبط كيف تبدو القيادة المخزية والضعيفة‘‘ واتهم زعيمَ المحافظين بمصافحة ’’قوميين بيض‘‘.

رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو يواصل كلامه اليوم في مجلس العموم أمام المقاعد الفارغة لنواب حزب المحافظين بعد خروجهم من قاعة المجلس احتجاجاً على طرد رئيس المجلس زعيمَهم بيار بواليافر.

رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو يواصل كلامه اليوم في مجلس العموم أمام المقاعد الفارغة لنواب حزب المحافظين بعد خروجهم من قاعة المجلس احتجاجاً على طرد رئيس المجلس زعيمَهم بيار بواليافر.

الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

وجاءت هذه المشادة الكلامية المتوترة بين الزعيميْن بينما كان بواليافر ونواب من حزبه يهاجمون الحكومة الليبرالية لأنها سمحت لسلطات مقاطعة بريتيش كولومبيا بإلغاء تجريم المخدرات القوية مثل الهيروين والفنتانيل في الأماكن العامة، الشيء الذي تطالب الآن حكومة الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) في المقاطعة وزارةَ الصحة الفدرالية بإلغائه.

وجادل المحافظون بأنّ هذه السياسة تسببت في أضرار كبيرة.

لكنّ ترودو تجاهل هذه القضية تماماً، فكان يردّ على كلّ سؤال حول المخدرات باتهام بواليافر بالارتباط بمتطرفين يمينيين، مضيفاً أنّ من يفعل ذلك لا يصلح لرئاسة الحكومة.

ويأتي هذا الاتهام من ترودو بعد انتشار مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر بواليافر يتوقف الأسبوع الماضي في إحدى المقاطعات الأطلسية عند تجمع مناهض للضريبة الفدرالية على الكربون.

وتظهر في هذه الأشرطة أعلام تحمل الفاظاً بذيئة إلى جانب اسم ترودو. كما يظهر فيها بواليافر وهو يخرج من مقطورة تخص أحد المتظاهرين وعليها، من الخارج، العديد من الصور، بما في ذلك أحد رموز مجموعة ’’دياغولون‘‘ (Diagalon) اليمينية المتطرفة التي تنشط على الإنترنت.

رئيس مجلس العموم غريغ فيرغوس.

رئيس مجلس العموم غريغ فيرغوس (أرشيف).

الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

وارتفع مستوى التوتر في قاعة المجلس عندما قام رئيسه بطرد النائبة راتشل توماس، من حزب المحافظين، من القاعة لـ’’ازدراء سلطة الرئيس‘‘ بعد أن سُمعت تقول إنّ ’’الرئيس يتصرف بطريقة مشينة‘‘.

واستمر التبادل الكلامي المتوتر بعد رحيلها، إذ قال ترودو إنّ بواليافر سياسيٌّ ’’في سنّ الـ19‘‘ اختار الارتباط بالتجمّع المشار إليه.

’’أيّ زعيم يحتاج إلى دعم جماعة قومية بيضاء يمينية متطرفة لجمع التبرعات والاقتراب من السلطة لا يستحق منصباً منتخَباً‘‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية.

وردّ بواليافر بأنّ كلام رئيس الحكومة ليس سوى آخر عملية ’’إلهاء‘‘ يقوم بها لحرف الأنظار عن ’’سياساته المتطرفة‘‘.

النائبة راتشل توماس من حزب المحافظين تتحدث في جلسة للجنة التراث التابعة لمجلس العموم.

النائبة راتشل توماس من حزب المحافظين تتحدث في جلسة للجنة التراث التابعة لمجلس العموم (أرشيف).

الصورة: (CBC News)

’’متى سنضع حداً لهذه السياسة الحمقاء التي ينتهجها رئيس الحكومة المخبول هذا؟‘‘، أضاف زعيم المحافظين متسائلاً.

هنا قرّر رئيس مجلس العموم وضع حدّ للمشادة.

’’لا، لا‘‘، قال فيرغوس، ’’هذا غير مقبول!‘‘، وطلب من بواليافر سحب تعليقه قائلاً إنه غير برلماني.

لكنّ زعيم المحافظين لم يسحب كلامه، واقترح استبدال كلمة ’’مخبول‘‘ (wacko) التي وصف بها رئيسَ الحكومة الليبرالية بكلمة ’’متطرف‘‘، إلّا أنّ فيرغوس رفض ذلك.

فقال بواليافر إنه سيستبدلها بكلمة ’’راديكالي‘‘، لكنّ فيرغوس لم يقبل بها أيضاً وطلب من زعيم المحافظين ’’ببساطة سحب‘‘ التعليق.

وعندما طلب فيرغوس من بواليافر للمرة الأخيرة التراجع عن تعليقه، أجابه زعيم المحافظين: ’’ببساطة أسحب (الكلمة) وأستبدلها بالصفة المذكورة أعلاه‘‘.

فما كان من فيرغوس إلّا أن أمره بمغادرة القاعة وعدم المشاركة اليوم في المزيد من المناقشات، سواءً شخصياً أو افتراضياً عبر الإنترنيت.

وخرج الكثيرون من أعضاء كتلة المحافظين في الوقت نفسه مع زعيمهم، ثمّ غادر الآخرون قبل انتهاء فترة الأسئلة.

وأعرب حزبا المعارضة الرئيسيان الآخران، الكتلة الكيبيكية والحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، عن سرورهما من إخراج رئيس المجلس زعيمَ المحافظين من القاعة.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

العناوين